الأحد، 27 أكتوبر 2013

Only God Forgives. 2013

5 سبتمبر 2013

   
 بدايةً لا تعتقد أنك سوف تشاهد فلمًا بسيطًا أو أنه سيكون من أفلام المشاهدة الواحدة فقط، فأنت منذ قراءتك للعنوان القوي له، وعند بداية مشاهدتك ستدخل منذ الدقائق الأولى إلى ساعة ونصف تقريبًا من الانتباه الكامل وربما الشد العصبي من متابعتك لأحداث الفلم.

    تدور القصة باختصار في العاصمة التايلندية بانكوك، حيث الفساد والدعارة وكل ألوان الانحراف، وتحدث جريمة قتل تتوالى بعدها سلسلة من الأحداث السريعة والدموية (بل وشديدة الدموية). ونرى شخصيات شديدة التعقيد النفسي بدايًة من ضابط الشرطة "تشانج"Vithaya Pansringarm  الذي لا يبدو على وجهه أي انفعالات أو مشاعر طوال الوقت، ومرورًا بالأم "كريستال" Kristin Scott Thomas  السيكوباتية القاسية وليس انتهاءً بالبطل "جوليان" " Ryan Gosling "-الذي أدى دوره كأفضل ما يكون -  وكان عبارة عن جسد يحمل بداخله خواءً وفراغًا قاتلاً ومثيرًا للريبة معظم الوقت، فأنت كمشاهد لا تستطيع أن تسبر أغوار نفسه بسهولة وسلاسة، كما أنه كان يعاني دائمًا من الهلاوس والتخيلات التي ربما تُشعرك بالارتباك، ونظرته الدائمة إلى يديه وكأنه يستعد دائمًا لقتال  قد ينشب بينه وبين أحد ما أو حتى بينه وبين نفسه.



    يستحق مخرج الفلم  الدانماركي الجنسية Nicolas Winding Refn -وهو في نفس الوقت كاتب السيناريو-الإشادة والتقدير، وهو في رأيي البطل الأساسي الذي أخرج لنا فلمًا بهذه الروعة وهذا الإتقان، فالفلم يتضمن الكثير من المشاهد البصرية المبهرة، واستخدامًا للألوان والظلال بكل دقة وحرفية، وتوظيفًا لموسيقى مميزة تصل بك في بعض الأحيان إلى الشعور بالرعب والقلق بلا أدنى مبالغة، وستلاحظ حرفيته في المونتاج أيضًا على وجه الخصوص.



    ما كان ينقص الفلم هو عدم ايضاحه لخلفيات شخصياته، فعلى أي أساس تكونت هذه النفسيات المعقدة، والموغلة في التعقيد؟! ستجد نفسك تسأل هذا السؤال على سبيل المثال بعد مشاهدتك للضابط تشانج وهو يغني بطريقة الكاريوكي أمام زملائه الضباط، ويهتم للغاية بابنته، وأنت قد شاهدته قبل قليل يعذب أو يقتل شخصًا ما بدم بارد للغاية. كما كانت شخصية الأم متفردة في حد ذاتها، ولم أشاهد مثل هذه الشخصية في أي فلم آخر شاهدته إلى الآن، فهي مثال للسادية، والقسوة، والأنانية المفرطة، وضع ما تشاء من صفات منفرة أخرى لها. كانت هذه هي نقطة الضعف الوحيدة في الفلم، والتي لو تلافاها المخرج لكان أراحنا من التساؤل عن الخلفيات النفسية لشخصيات فلمه، ولكن نقطة الضعف هذه لا تقلل بأي حال من الأحوال جودة الفلم الفنية من كل جوانبها.



- الملاحظة الأخيرة: هو أفضل فلم دموي وصادم لهذا العام، ولا ينبغي أن تفوت مشاهدته دقيقة واحدة بعد الآن.

    قررتُ أثناء مشاهدتي للفلم أن أقوم بكتابة قائمة أحدثها دوريًا بالأفلام التي "يجب" أن أشاهدها مرات أخرى، وأن أنصح بها محبي الأفلام الذين يبحثون عن الجديد والمختلف في عالم السينما، وكان هذا الفلم أول القائمة للعام 2013 وحتى الشهر التاسع فيه.


التقييم: 9/10 بلا أدنى تردد  Unmissable